الثلاثاء، 23 فبراير 2010

أي حب هذا و أي حبيب هذا ؟؟؟؟

 
أتمنى أن تقرأها ولو بنظره سريعه  
فلم أقرأ أروع من هذه الكلمات



 
لا تحرمون أنفسكم من الفائدة
 قبل وفاة الرسول  صلى الله عليه وسلم كانت حجة الوداع، وبعدها نزل قول الله عز وجل
( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ) فبكى أبو بكر الصديق عند سماعه هذه الآيه..
فقالوا له: ما يبكيك يا أبو بكر أنها آية مثل كل آيه نزلت علي الرسول ..
فقال : هذا نعي رسول الله .
وعاد الرسول... وقبل الوفاه بـ 9 أيام نزلت آخر ايه من القرآن
( واتقوا يوما ترجعون فيه الي الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون( .
وبدأ الوجع يظهر علي الرسول
فقال : أريد أن أزور شهداء أحد  
فذهب الي شهداء أحد ووقف على قبور الشهداء
وقال :( السلام عليكم يا شهداء أحد، أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وإني إن شاء الله بكم لاحق (.
وأثناء رجوعه من الزياره بكى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قالوا: ما يبكيك يا رسول الله ؟
 قال: ( اشتقت إلي إخواني )
قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟
قال : ( لا أنتم أصحابي، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني ( ..
اللهم أنا نسالك أن نكون منهم
وعاد الرسول وقبل الوفاه بـ 3 أيام بدأ الوجع يشتد عليه وكان في بيت السيده ميمونه
فقال: ( اجمعوا زوجاتي )
 فجمعت الزوجات ،
فقال النبي: ( أتأذنون لي أن أمرض في بيت عائشه ؟ )
فقلن: نأذن لك يا رسول الله
فأراد أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فحملا النبي
وخرجوا به من حجرة السيده ميمونه الي حجرة السيدة عائشة فرآه الصحابة على هذا الحال لأول مره ..
فيبدأ الصحابه في السؤال بهلع :ماذا أحل برسول الله.. ماذا أحل برسول الله.
فتجمع الناس في المسجد وامتلأ وتزاحم الناس عليه..
فبدأ العرق يتصبب من النبي بغزاره
فقالت السيدة عائشة : لم أر في حياتي أحد يتصبب عرقا بهذا الشكل .
فتقول: كنت آخذ بيد النبي وأمسح بها وجهه، لأن يد النبي أكرم وأطيب من يدي.
وتقول : فأسمعه يقول :( لا اله إلا الله ، إن للموت لسكرات ).. فتقول السيده عائشه : فكثر اللغط ( أي الحديث ) في المسجد اشفاقا على الرسول
 فقال النبي : ( ماهذا ؟ ) ..
فقالوا : يارسول الله ، يخافون عليك .
فقال : ( احملوني إليهم ) ..
فأراد أن يقوم فما استطاع
فصبوا عليه 7 قرب من الماء حتى يفيق . فحمل النبي وصعد إلى المنبر.. آخر خطبه لرسول الله و آخر كلمات له
فقال النبي:  ( أيها الناس، كأنكم تخافون علي )
فقالوا : نعم يارسول الله .
فقال : ( أيها الناس، موعدكم معي ليس الدنيا، موعدكم معي عند الحوض..
والله لكأني أنظر اليه من مقامي هذا. أيها الناس، والله ما الفقر أخشي عليكم، ولكني أخشي عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم، فتهلككم كما أهلكتهم ) .

ثم قال : ( أيها الناس ، الله الله في الصلاه ، الله الله في الصلاه
بمعني أستحلفكم بالله العظيم أن تحافظوا علي الصلاه ، وظل يرددها
ثم قال : ( أيها الناس، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، اوصيكم بالنساء خيرا )
ثم قال : ( أيها الناس إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله ، فاختار ما عند الله )
فلم يفهم أحد قصده من هذه الجمله ، وكان يقصد نفسه
سيدنا أبوبكر هو الوحيد الذي فهم هذه الجمله ، فانفجر بالبكاء وعلى نحيبه ، ووقف وقاطع النبي 
وقال : فديناك بآبائنا ، فديناك بأمهاتنا ، فديناك بأولادنا ، فديناك بأزواجنا ، فديناك بأموالنا
وظل يرددها ..
فنظر الناس إلى أبو بكر ، كيف يقاطع النبي.. فأخذ النبي  يدافع عن أبو بكر
قائلا : ( أيها الناس ، دعوا أبوبكر ، فما منكم من أحد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به ، إلا أبوبكر لم أستطع مكافأته ، فتركت مكافأته إلى الله عز وجل ، كل الأبواب إلي المسجد تسد إلا باب أبوبكر لا يسد أبدا )
وأخيرا قبل نزوله من المنبر ... بدأ الرسول بالدعاء للمسلمين قبل الوفاه كآخر دعوات لهم
فقال :( أوآكم الله ، حفظكم الله ، نصركم الله ، ثبتكم الله ، أيدكم الله ) ...
وآخر كلمه قالها ، آخر كلمه موجهه للأمه من علي منبره قبل نزوله
قال :( أيها الناس ، أقرأوا مني السلام كل من تبعني من أمتي إلي يوم القيامه ) .
وحمل مرة أخري إلي بيته. وهو هناك دخل عليه عبد الرحمن بن أبي بكر وفي يده سواك، فظل النبي ينظر الي السواك ولكنه لم يستطيع ان يطلبه من شدة مرضه. ففهمت السيده عائشه من نظرة النبي، فأخذت السواك من عبد الرحمن ووضعته في فم النبي، فلم يستطع أن يستاك به، فأخذته من النبي وجعلت تلينه بفمها وردته للنبي مره أخري حتى يكون طريا عليه
فقالت : كان آخر شئ دخل جوف النبي هو ريقي ، فكان من فضل الله علي أن جمع بين ريقي وريق النبي قبل أن يموت .

تقول السيده عائشه : ثم دخلت فاطمه بنت النبي ، فلما دخلت بكت ، لأن النبي لم يستطع القيام ، لأنه كان يقبلها بين عينيها كلما جاءت إليه ..
فقال النبي: ( ادنو مني يا فاطمه )
فحدثها النبي في أذنها ، فبكت أكثر . فلما بكت
قال لها النبي: ( أدنو مني يا فاطمه )
 فحدثها مره أخري في اذنها ، فضحكت .....
بعد وفاته سئلت ماذا قال لك النبي
فقالت : قال لي في المره الأولي : ( يا فاطمه ، إني ميت الليله ) فبكيت ، فلما وجدني أبكي قال : ( يا فاطمه ، أنتي أول أهلي لحاقا بي ) فضحكت .
تقول السيده عائشه : ثم قال النبي : ( أخرجوا من عندي في البيت ) وقال : ( ادنو مني يا عائشه )
فنام النبي علي صدر زوجته ، ويرفع يده للسماء
ويقول : ( بل الرفيق الأعلي، بل الرفيق الأعلي ) ...
تقول السيده عائشه: فعرفت أنه يخير.
 
 دخل سيدنا جبريل علي النبي 
وقال : يارسول الله ، ملك الموت بالباب ، يستأذن أن يدخل عليك ، وما استأذن على أحد من قبلك ..
فقال النبي : ( ائذن له يا جبريل )
فدخل ملك الموت على النبي
 وقال : السلام عليك يا رسول الله ، أرسلني الله أخيرك ، بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله .
فقال النبي : ( بل الرفيق الأعلى ، بل الرفيق الأعلى )
ووقف ملك الموت عند رأس النبي
وقال : أيتها الروح الطيبه ، روح محمد بن عبد الله ، أخرجي إلى رضا من الله و رضوان ورب راض غير غضبان ...
تقول السيده عائشه: فسقطت يد النبي وثقلت رأسه في صدري ، فعرفت أنه قد مات ... فلم أدري ما أفعل ، فما كان مني غير أن خرجت من حجرتي
وفتحت بابي الذي يطل علي الرجال في المسجد وأقول مات رسول الله ، مات رسول الله .
 
تقول: فانفجر المسجد بالبكاء. فهذا علي بن أبي طالب أقعد، وهذا عثمان بن عفان كالصبي يؤخذ بيده يمنى ويسرى وهذا عمر بن الخطاب يرفع سيفه ويقول من قال أنه قد مات قطعت رأسه، إنه ذهب للقاء ربه كما ذهب موسى للقاء ربه وسيعود ويقتل من قال أنه قد مات. أما أثبت الناس فكان أبوبكر الصديق رضي الله عنه دخل علي النبي واحتضنه
وقال :  وآآآ خليلاه ، وآآآصفياه ، وآآآ حبيباه ، وآآآ نبياه . وقبل النبي
وقال: طبت حيا وطبت ميتا يا رسول الله.
ثم خرج يقول : من كان يعبد محمد فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ... ويسقط السيف من يد عمر بن الخطاب، يقول: فعرفت أنه قد مات... ويقول: فخرجت أجري أبحث عن مكان أجلس فيه وحدي لأبكي وحدي....
ودفن النبي
والسيده فاطمه تقول : أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب علي وجه النبي .... ووقفت تنعي النبي
وتقول:  يا أبتاه ، أجاب ربا دعاه ، يا أبتاه ، جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه ، الي جبريل ننعاه .
تري، هل ستترك حياتك كما هي بعد وصايا رسول الله صلي الله عليه وسلم لك في آخر كلمات له ؟؟
------------ --------- --والان لنتمعن وصايا الحبيب صلى الله علية وسلم------- --------- --------- --------- --------- --------- -----
أيها الناس: تعظم المصيبة بالأموات على قدر الانتفاع بهم في الحياة، وتشتد رزية الناس بفقدهم بقدر حاجتهم إليهم.
ومن الناس من يموت فلا يفتقده أحد، بل من الناس من يكون موته راحة للأحياء على الأرض كموت الكافر والفاجر الذي يضر الناس ولا ينفعهم شيئا؛ كما جاء في الحديث: (إن الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ يَسْتَرِيحُ من نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إلى رَحْمَةِ الله، وَأن الْعَبْدَ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ منه الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ ) متفق عليه.
ومن الناس مَنْ فَقْدُه ثُلْمَة، وموتُه موتُ أمة؛ كالقادة العادلين المخلصين، والعلماء العاملين الربانيين. والعلم يقبض بقبض العلماء، وعلامة هلاك الناس ذهاب علمائهم، وهو نقص الأرض من أطرافها، وفي عصر الإمام البخاري قال محمد البيكندي: «لو قدرتُ أن أزيد في عمر محمد بن إسماعيل من عمري لفعلت؛ فإن موتي يكون موتَ رجل واحد، وموتَه ذهابُ العلم».
إذا كان هذا يقال في حق من تعلموا الشريعة فبلغوها للناس، فماذا يقال في الرسل عليهم السلام وهم أعلم الناس؟ وماذا يقال في فَقْدِ نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وهو أعلم الخلق بالله تعالى، وأنصحهم لعباده؟
لقد كانت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أعظم مصيبة أصيبت بها هذه الأمة، كل المصائب وإن عظمت فهي دونها، وكل الرزايا مهما كانت لا تبلغ مبلغها؛ فأعظم خير حُزْنَاهُ وهو الإيمان كان على يديه، وأعظم شر اجتنبناه وهو الكفر كان حَذَرُنَا منه بسببه عليه الصلاة والسلام.
نفعنا الله تعالى به أكثر من انتفاعنا بآبائنا وأمهاتنا وأزواجنا وأولادنا وأموالنا والناس أجمعين، وليس لأحد علينا من الفضل والمنة -بعد الله تعالى-  قَدْرَ ما له صلى الله عليه وسلم علينا، فكانت وفاته عليه الصلاة والسلام هي أعظمَ مصيبة أصيب بها الصحابة رضي الله عنهم، وهي أعظم مصيبة أُصبنا بها بعد ألفٍ وأربع مئةٍ وثلاثون عاما من وفاته، وهي أعظم مصيبة يصاب بها مؤمن إلى آخر الزمان؛ فصلوات ربي وسلامه عليه صلاة وسلاما دائمين ما تعاقب الليل والنهار.
لقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم لأمته هذا المعنى العظيم؛ ليسلي أصحابه رضي الله عنهم بفقده حين دنا أجله، واشتد مرضه، وعلم بقرب وفاته؛ كما روت عَائِشَةُ رضي الله عنها قالت:( فَتَحَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بَابًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الناس أو كَشَفَ سِتْرًا فإذا الناس يُصَلُّونَ وَرَاءَ أبي بَكْرٍ فَحَمِدَ اللَّهَ على ما رَأَى من حُسْنِ حَالِهِمْ ورجاءَ أَنْ يَخْلُفَهُ اللهُ فِيهِمْ بِالَّذِي رَآهُمْ فقال: يأيها الناس أَيُّمَا أَحَدٍ من الناس أو من الْمُؤْمِنِينَ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فَلْيَتَعَزَّ بِمُصِيبَتِهِ بِي عن الْمُصِيبَةِ التي تُصِيبُهُ بِغَيْرِي فإن أَحَدًا من أُمَّتِي لَنْ يُصَابَ بِمُصِيبَةٍ بَعْدِي أَشَدَّ عليه من مُصِيبَتِي)رواه ابن ماجه.
ومن نصحه عليه الصلاة والسلام لأمته، وشفقته عليهم، ورحمته بهم: وصيته لهم بوصايا عظيمة، والعادةُ أن المريض يُشَغَل بمرضه عن غيره، ورسولُ الله ما شغله ما هو فيه من شدة الكرب، ووطأة المرض، واستقبال الموت عن الوصية للأمة بما يحتاجونه.
 وما وصاهم بهذه الوصايا في مرض موته إلا لأهميتها، أو لاحتمال غفلة الناس عنها، أو جهلهم بها، وهذا يؤدي إلى تفريطهم فيها؛ فمن أخذ بهذه الوصايا العظيمة انتفع بها أعظم النفع، فهي آخر وصايا من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم، ومن تلكم الوصايا العظيمة: إحسان الظن بالله تعالى؛ كما روى جَابِرٌ رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل وَفَاتِهِ بِثَلَاثٍ يقول:( لَا يَمُوتَنَّ أحدُكم إلا وهو يُحْسِنُ بِالله الظَّنَّ) رواه مسلم.
ومما حُفِظ من وصاياه في مرضه عليه الصلاة والسلام أنه نهاهم عن القراءة في الركوع والسجود، وأمرهم بتعظيم الرب في الركوع، وبالدعاء في السجود؛ كما روى ابنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال:(كَشَفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم السِّتَارَةَ وَالنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ أبي بَكْرٍ فقال: أَيُّهَا الناس إنه لم يَبْقَ من مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إلا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أو تُرَى له، ألا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ اقرأ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أو سَاجِدًا فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فيه الرَّبَّ عز وجل وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا في الدُّعَاءِ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ)رواه مسلم.
وآخر مرة صعد فيها المنبر كانت في مرضه ذلك، أوصى الأمة فيها بالأنصار رضي الله عنهم؛ كما في حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قال: ( مَرَّ أبو بَكْرٍ وَالْعَبَّاسُ رضي الله عنهما بِمَجْلِسٍ من مَجَالِسِ الْأَنْصَارِ وَهُمْ يَبْكُونَ فقال: ما يُبْكِيكُمْ؟ قالوا: ذَكَرْنَا مَجْلِسَ النبي صلى الله عليه وسلم  مِنَّا، فَدَخَلَ على النبي صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، قال: فَخَرَجَ النبي صلى الله عليه وسلم وقد عَصَبَ على رَأْسِهِ حَاشِيَةَ بُرْدٍ، قال: فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ ولم يَصْعَدْهُ بَعْدَ ذلك الْيَوْمِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عليه ثُمَّ قال: أُوصِيكُمْ بِالْأَنْصَارِ فَإِنَّهُمْ كَرِشِي وَعَيْبَتِي وقد قَضَوْا الذي عليهم وَبَقِيَ الذي لهم فَاقْبَلُوا من مُحْسِنِهِمْ وَتَجَاوَزُوا عن مُسِيئِهِمْ) رواه البخاري.
قال ابن الأثير رحمه الله تعالى: كرشي وعيبتي، أي: خاصتي وموضع سري.
وفي حديث ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال:(خَرَجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في مَرَضِهِ الذي مَاتَ فيه بِمِلْحَفَةٍ قد عَصَّبَ بِعِصَابَةٍ دَسْمَاءَ حتى جَلَسَ على الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عليه ثُمَّ قال: أَمَّا بَعْدُ فإن الناس يَكْثُرُونَ وَيَقِلُّ الْأَنْصَارُ حتى يَكُونُوا في الناس بِمَنْزِلَةِ الْمِلْحِ في الطَّعَامِ فَمَنْ وَلِيَ مِنْكُمْ شيئا يَضُرُّ فيه قَوْمًا وَيَنْفَعُ فيه آخَرِينَ فَلْيَقْبَلْ من مُحْسِنِهِمْ وَيَتَجَاوَزْ عن مُسِيئِهِمْ فَكَانَ آخِرَ مَجْلِسٍ جَلَسَ فيه النبي  صلى الله عليه وسلم) رواه البخاري.
وأوصى صلى الله عليه وسلم بثلاث وصايا حَفِظ راويها اثنتين ونسي الثالثة؛ كما روى سعيد ابن جبير رحمه الله تعالى أنه سمع ابنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يقول:(يَوْمُ الْخَمِيسِ، وما يَوْمُ الْخَمِيسِ؟ ثُمَّ بَكَى حتى بَلَّ دَمْعُهُ الْحَصَى، قلت: يا ابَن عَبَّاسٍ، ما يَوْمُ الْخَمِيسِ؟ قال: اشْتَدَّ بِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَجَعُهُ فقال: ائْتُونِي بِكَتِفٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا، فَتَنَازَعُوا ولا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ فَقَالُوا: ما له أَهَجَرَ، اسْتَفْهِمُوهُ، فقال: ذَرُونِي فَالَّذِي أنا فيه خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونَنِي إليه فَأَمَرَهُمْ بِثَلَاثٍ قال: أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ من جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَأَجِيزُوا الْوَفْدَ بِنَحْوِ ما كنت أُجِيزُهُمْ وَالثَّالِثَةُ خَيْرٌ إِمَّا أَنْ سَكَتَ عنها، وَإِمَّا أَنْ قَالَهَا فَنَسِيتُهَا)رواه الشيخان، والناسي للثالثة هو سليمان الأحول الراوي عن سعيد بن جبير. وأفاد شُرَّاح الحديث بأنها الوصية بالقرآن، أو الوصية بالصلاة، أو بإنفاذ جيش أسامة، أو النهي عن اتخاذ قبره وثنا يعبد.
أما الوصية بالصلاة فجاءت مع الوصية بالمماليك والإحسان إليهم في حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قال:( كانت عَامَّةُ وَصِيَّةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ وهو يُغَرْغِرُ بِنَفْسِهِ: الصَّلَاةَ وما مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ)رواه أحمد وابن ماجه.
 وهذه الوصية العظيمة هي آخر وصاياه؛ كما في حديث عَلِيٍّ رضي الله عنه قال:(كان آخِرُ كَلَامِ النبي صلى الله عليه وسلم الصَّلَاةَ وما مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ)رواه ابن ماجه. وفي حديث أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قالت:( كان من آخِرِ وَصِيَّةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم الصَّلاَةَ الصَّلاَةَ وما مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ حتى جَعَلَ نبي الله صلى الله عليه وسلم يُلَجْلِجُهَا في صَدْرِهِ وما يَفِيضُ بها لِسَانُهُ) رواه أحمد وابن ماجه.
لقد تضمن مجموع ما نُقِل من وصاياه في مرض موته عليه الصلاة والسلام أمورا عدة:
منها ما يتعلق بالعقيدة وهي الوصية بإحسان الظن بالله تعالى.
ومنها ما هو في العبادات وهي الوصية بالصلاة وبيان ما يقال في الركوع والسجود.
ومنها ما له صلة بالأخلاق وحسن المعاملة كوصيته بالأنصار رضي الله عنهم؛ اعترافا بجميلهم، وفاء لهم على إجابتهم لدعوته، ونصرتهم لدينه.
وكذلك وصيته بالمماليك، ويدخل في ذلك الخدم والعمال وضعفة الناس.
ومنها ما هو من قبيل السياسة الشرعية وهي الوصية بإجازة الوفود وإكرامهم سواء كانوا مسلمين أم كفارا؛ وذلك لتأليفهم على الإسلام، أو لانتفاع الأمة بهم، أو لكفِّ شرهم.
وكذا الأمر بإخراج المشركين من جزيرة العرب، والمقصود بذلك أن لا يكون لهم شوكة وسلطان يقيمون بها دينهم، ويظهرون شعائرهم؛ كما جاء مفسرا في حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت:(كان آخِرُ ما عَهِدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال: لاَ يُتْرَكُ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ دِينَانِ) رواه أحمد.
وكون الصلاة آخر وصاياه يدل على فخامة شأنها، وعظيم أمرها، وقد كرَّر صلى الله عليه وسلم الوصية بها كما جاء في بعض الروايات، فمن ضيعها أو فرط فيها بتركها أو تأخيرها عن وقتها أو تخلَّف عن صلاة الجماعة، أو قصَّر في استكمال شروطها أو أركانها أو واجباتها فقد ضيع من وصية النبي صلى الله عليه وسلم بقدر تفريطه.
والواجب على المسلم العناية بوصايا النبي صلى الله عليه وسلم كلها؛ وذلك بتعلمها، وفهم معانيها، والعمل بها؛ فإنه صلى الله عليه وسلم ما وصى بها إلا لأهميتها، وعظيم مكانتها في دين الله تعالى، فمن أخذ بها حاز  الخير في الدنيا والآخرة [وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ] {الحشر:7}

الهم صلي وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد علية أفضل الصلاة والتسليم
-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق